لقد أوصانا الله سبحانه وتعالى ببرّ الوالدين والإحسان لهم، فقد جعل طاعته من طاعتهم، ورضاه من رضاهم، كما أنه من أحب الأعمال وأفضلها عند الله تعالى بعد الصلاة، فجعله واجباً على كل مسلم ومسلمة، وليس حِكراً على المسلمين فقط، بل هو من أجمل الصفات التي قد يتحلى بها الإنسان، قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)، [سورة الإسراء: 17-18].
صور برّ الوالدينلقد حذرنا الله تعالى من عقوق الوالدين، وهي عدم طاعتهم وبرهم، ومن صورها المتعددة: التأفف في وجههم، ونهرهم ، ومقاطعتهم والتكبرّ عليهم، وضربهم، وسبهم، وإبكائهم، ووضعهم في دور المسنين، وغيرها من الأمور التي تؤدي إلى غضب الوالدين، وكما ذكرنا سابقاً إن طاعة الوالدين من طاعة الله تعالى، فبالتالي إنّ عقوقهم سبب من أسباب دخول النار، وغضب الله تعالى، وعليه فإن الإسلام قد حرم عقوق الوالدين وجعله من أكبرّ الكبائر، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبِّئُكم بأكبرِ الكبائرِ. ثلاثًا، قالوا: بلَى يا رسولَ اللهِ، قال: الإشراكُ باللهِ، وعقوقُ الوالدينِ -وجلَس وكان متكئًا وقال:- ألا وقولُ الزُّورِ. قال: فما زال يكرِّرُها حتَّى قلنا: ليتَه يَسكتُ) [البخاري].
المقالات المتعلقة بمقال عن طاعة الوالدين